بقلم :د محمد الريح الشيباني
عندما يتحرك قطار عطبرة هذا يعني عودة الحياة إلى ولايتي نهر النيل والخرطوم وكذلك الجزيرة وسنار وكل المنطقة الوسطى ، لقد طال الانتظار أيها القطار وبعودتك عدنا والعود أحمد ، قطار عطبرة قصة رائعة وبديعة ترويها مع الزمن دواليبه كما قيل في الشعر السوداني بعاميتنا البسيطة الجميلة التي تدل على بساطتنا وهدوء أذهاننا القطار دور حديده مني شال زولي البريده شوقي ولع فيني نار من بلد الحديد والنار اتجه القطار إلى الخرطوم ليوازي مجري النيل شمالاً ويعكسه جنوباً ، قطار عطبرة رواية خلدها التاريخ ، وكتبت في فصول العام الأربعة على قراطيس الدولة المجيدة حكاية فريدة من نوعها تقتبس من أحاجي الحبوبات الأزلية ومرور هذا القطار بعد انقطاع طويل يدل على استمرار الحياة وهدوء الأحوال في المحطات كل الذي نريده أن ترجع تلك المحطات تعج بالركاب كمان نمني أنفسنا أن يعود القطار إلى مواسمه بمحطات الغرب الحبيب ، ويغازل عروس الجنوبي الغربي لدار فور (نيالا ) ، وتعود أهازيج وأنغام محطة نيالا وكلنا نعرف قطار نيالا من عقود زمنية بعيدة وأجراسه في جنح الظلام ، وغياهب الأفق البعيدة و الليالي الحالكة أرجو أن تعود تلك اللحظات وتعاد الرحلات الجميلة .
